كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
يَعْنِي: من الدُّنْيَا
{ولسوف يعطيك رَبك} فِي الْجَنَّةِ {فَتَرْضَى}
{ألم يجدك يَتِيما فآوى}
قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَقُولُ: وَجَدَكَ يَتِيمًا عِنْدَ أَبِي طَالب فآواك إِلَى خَدِيجَة.
{ووجدك ضَالًّا فهدى} كَقَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا من أمرنَا} يَعْنِي: الْقُرْآنَ {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكتاب وَلَا الْإِيمَان}
{ووجدك عائلا} أَي فَقِيرا: {فأغنى}
قَالَ مُحَمَّد: جَاءَ عَنِ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {فأغنى} أَيْ: فَرَضَّاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ ذَهَبَ إِلَى غِنَى النَّفْسِ. وَيُقَالُ: عَالَ الرَّجُلُ إِذَا افْتَقَرَ، وأعال إِذْ كثر عِيَاله.
{فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر} لَا تَقْهَرْهُ فَتَمْنَعْهُ حَقَّهُ الَّذِي أَمر الله بِهِ
{وَأما السَّائِل فَلَا تنهر} أَيْ: لَا تَنْهَرْهُ: إِمَّا أَعْطَيْتَهُ، وَإِمَّا رَددته ردا لينًا.
{وَأما بِنِعْمَة رَبك} بِالْقُرْآنِ {فَحدث}
قَالَ مُحَمَّدٌ: يَقُولُ: بَلِّغْ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ وَحَدِّثْ بِالنُّبُوَّةِ وَهِيَ أَجَلُّ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ يَحْيَى.
الصفحة 142