كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقَارِعَةِ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كلهَا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[تَفْسِير سُورَة القارعة من آيَة 1 إِلَى آيَة 1]
قَوْلُهُ: {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} يُعَظِّمُهَا بِذَلِكَ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تَقْرَعُ بِالْأَهْوَالِ؛ يُقَالُ: أَصَابَتْهُم قوارع الدَّهْر.
{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} الْمَبْسُوطِ فِي تَفْسِيرِ الْحَسَنِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْفَرَاشُ: مَا تَسَاقَطَ فِي النَّار من البعوض
{وَتَكون الْجبَال كالعهن} كالصوف {المنفوش} وَهُوَ أَضْعَفُ الصُّوفِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَاحِدُ الْعِهْنِ: (عِهْنَةٌ) مِثْلُ صُوفَةٍ وَصُوفٍ.
قَالَ يَحْيَى: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ (كَالصُّوفِ الْأَحْمَرِ المنفوش).
{فَأَما من ثقلت مَوَازِينه} وَهُوَ الْمُؤمن
{فَهُوَ فِي عيشة} أَي: معيشة {راضية} قَدْ رَضِيَهَا وَهِيَ الْجَنَّةُ.
الصفحة 156