كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

الْعَذَاب {زلفة} قَرِيبًا {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} سَاءَ الْعَذَاب وُجُوههم {وَقيل} لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ {هَذَا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تدعون} لقَولهم: {ائتنا بِعَذَاب الله} (1) اسْتِهْزَاءً وَتَكْذِيبًا.
قَالَ محمدٌ: ذَكَرَ أَبُو عُبَيد أَنَّ مُنَ الْقُرَّاءِ مَنْ قَرَأَ: (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدْعون) خَفِيفَةً (2)؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَدْعُونَ بِالْعَذَابِ فِي قَوْلِهِ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عنْدك فَأمْطر علينا حِجَارَة} (3) الْآيَةُ، قَالَ: وَقَرَأَ أَكْثَرُهُمْ (تدَّعون) بِالتَّشْدِيدِ (4)، قَالَ: وَهِيَ الْقِرَاءَةُ عِنْدَنَا، وَالتَّشْدِيدُ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّخْفِيفِ (تَدْعون) تفْعَلون، و (تدَّعون) تفتعلون مُشْتَقَّة مِنْهُ (5).
قَوْله: {قل} يَا مُحَمَّدُ {أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ الله وَمن معي} مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يجير} أَي: يمْنَع {الْكَافرين} أَيْ: لَيْسَ لَهُمْ مُجيرٌ يَمْنَعُهُمْ من عَذَاب الله
{فستعلمون} يَوْمَ الْقِيَامَةِ {مَنْ هُوَ فِي ضلال مُبين} أَيْ: أَنَّكُمْ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ فِي ضلال مُبين.
{إِن أصبح ماؤكم غورا} أَيْ: قَدْ غَارَ فِي الْأَرْضِ فَذَهَبَ، وَالْغَوْرُ الَّذِي لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ وَلا تُدْرِكُهُ الدِّلاء {فَمَنْ يأتيكم بِمَاء معِين} جَاءَ عَنْ عِكْرِمَةَ: الْمَعِينُ الظَّاهِرُ. قَالَ الْحَسَنُ: الْمَعِينُ: الَّذِي أَصْلُهُ مِنَ الْعُيُونِ (6).

الصفحة 16