كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

أَبْنَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: كَبُرْنَا وَكَثُرَ عِيَالُنَا، فَلَيْسَ لِلْمَسَاكِينِ عِنْدَنَا شيءٌ فَتَقَاسَمُوا {ليصرمنها} ليجذُّنّها (1) {مصبحين} أَي: صبحًا
{وَلَا يستثنون} أَيْ: وَلَمْ يَقُولُوا إِنْ شَاءَ الله
{فَطَافَ عَلَيْهَا طائف} عذابٌ {مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ}
{فَأَصْبَحت كالصريم} الصَّرِيمُ بِمَعْنَى الْمَصْرُومِ، وَهُوَ الْهَالِكُ الذَّاهِب.
{فَتَنَادَوْا مصبحين} حِين أَصْبحُوا
{وهم يتخافتون} يتسارُّون بَينهم
{أَلا يدخلنها الْيَوْم عَلَيْكُم مِسْكين} أَيْ: أَلَّا تُطْعِمُوا الْيَوْمَ مِسْكِينًا
{وغدوا على حرد قَادِرين} عَلَى جدٍّ مِنْ أَمْرِهِمْ {قَادِرِينَ} عَلَى جَنَّتِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَالْحَرْدُ أَيْضًا فِي اللُّغَةِ الْمَنْعُ، يُقَالُ مِنْهُ حَارَدَتِ السَّنَةُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَطَرٌ، وَحَارَدَتِ النَّاقَةُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا لبن (2).
{فَلَمَّا رأوها} [خَرَابًا] (3) سَوْدَاءَ، وَعَهْدُهُمْ بِهَا بِالْأَمْسِ عامرة {قَالُوا إِنَّا لضالون} أَيْ: ضَلَلْنَا الطَّرِيقَ، ظَنُّوا أَنَّهَا لَيْسَتْ جَنَّتَهُمْ ثُمَّ أَيْقَنُوا أَنَّهَا جنتهم.
فَقَالُوا: {بل نَحن محرومون} حُرِمْنا خير جنتنا
{قَالَ أوسطهم} أَعْدَلُهُمْ {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا} هلا {تسبحون} تستثنون
{كَذَلِك الْعَذَاب} أَيْ: هَكَذَا كَانَ الْعَذَابُ؛ كَمَا قَصَصْتُهُ عَلَيْكُمْ يَعْنِي: مَا عَذَّبَهُمْ بِهِ مِنْ إِهْلاكِ جَنَّتِهِمْ {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا {لَو كَانُوا يعلمُونَ} يَعْنِي: قُرَيْشًا، رَجَعَ إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّا بلوناهم} يَعْنِي: قُرَيْشًا {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} لعلموا أَن عَذَاب الْآخِرَة أكبر من عَذَاب الدُّنْيَا. تَفْسِير سُورَة الْقَلَم من آيَة (34 - 35)

الصفحة 21