كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

تَفْسِير سُورَة الْقَلَم من آيَة (35 - 47)
{أفنجعل الْمُسلمين كالمجرمين} كالمشركين؛ أَي: لَا نَفْعل،
ثُمَّ قَالَ لِلْمُشْرِكِينَ: {مَا لَكُمْ كَيفَ تحكمون} أَيْ: لَيْسَ حُكْمُنَا أَنْ نَجْعَلَ الْمُسلمين فِي الْآخِرَة كالمشركين
{ام لكم} يَقُولُهُ لِلْمُشْرِكِينَ {كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} تقرءون
{ان لكم فِيهِ} فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ {لَمَا تَخَيَّرُونَ} أَيْ: مَا تَخَيَّرَونَ وَاللَّامُ صِلَةٌ؛ أَيْ: لَيْسَ عِنْدَكُمْ كتابٌ تَقْرَءُونَ فِيهِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَخَيَّرُونَ
{أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لما تحكمون} أَيْ: مَا تَحْكُمُونَ، يَقُولُ: أَمْ حَلَفْنَا لَكُمْ بِأَنَّ لَكُمْ مَا تَحْكُمُونَ بِهِ. أَيْ: لَمْ نَفْعَلْ
{سلهم أَيهمْ بذلك زعيم} حَمِيلٌ يَحْمِلُ عَنَّا لَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ مَا يَحْكُمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَنْفُسِهِمْ؛ هَذَا لِقَوْلِ أَحَدِهِمْ: {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْده للحسنى} (1) للجنّة إِن كَانَت جنَّة
{أم لَهُم شُرَكَاء} خَلَقُوا مَعَ اللَّهِ شَيْئًا أَيْ: قَدْ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ آلِهَةً لَمْ يخلقوا مَعَه شَيْئا
{يَوْم يكْشف عَن سَاق} قَالَ قَبْلَ هَذَا {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} يَعْنِي: بِبَالِغَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
{يَوْمَ يكْشف عَن سَاق} قَالَ مُجَاهد: كُلُّ كَرْب أَوْ شدَّة فَهُوَ ساقٌ (2) وَمِنْهُ

الصفحة 22