كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
وَهَذَا وعيدٌ لِمَنْ كذَّب بِالْقُرْآنِ {سنستدرجهم} يَعْنِي: الْمُكَذِّبِينَ {مِنْ حَيْثُ لَا يعلمُونَ} أَيْ: نَأْخُذُهُمْ قَلِيلًا قَلِيلًا وَلا نباغتهم
{وأملي لَهُم} أَيْ: أُطِيلُ لَهُمْ وَأُمْهِلُهُمْ؛ حَتَّى يَبْلُغَ الْوَقْتُ الَّذِي يُعَذِّبُهُمْ فِيهِ {إِن كيدي متين} شَدِيدٌ، وَكَيْدُهُ: أَخْذُهُ إِيَّاهُمْ بِالْعَذَابِ
{أم تَسْأَلهُمْ} يَقُولُ لِلنَّبِيِّ: أَمْ تَسْأَلُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْقُرْآنِ {أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مغرم مثقلون} أَيْ: قَدْ أَثْقَلَهُمُ الغُرْم؛ أَيْ أَنَّك لم تَسْأَلهُمْ أجرا
{أم عِنْدهم الْغَيْب} علم الْغَيْب {فهم يَكْتُبُونَ} لِأَنْفَسِهِمُ الْجَنَّةَ إِنْ كَانَتْ جَنَّةٌ؛ لقَوْل أحدهم: {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} للجنة إِن كَانَت جنَّة. تَفْسِير سُورَة الْقَلَم من الْآيَة (48 - 52)
{فاصبرلحكم رَبك} أَيْ: الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيْكَ، وَكَانَ هَذَا قبل أَن يُؤمر بقتالهم {وَلَا تكن كصاحب الْحُوت} يَعْنِي: يُونُس {إِذْ نَادَى} يَعْنِي: فِي بَطْنِ الْحُوتِ {وَهُوَ مكظوم} مَكْرُوبٌ؛ وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ قِصَّةِ يُونُس.
{لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ ربه} فَتَابَ {لنبذ بالعراء} بِالْأَرْضِ {وَهُوَ مَذْمُوم} يَعْنِي: حِينَ أُخْرِجَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ؛ فِي تَفْسِيرِ بَعْضِهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْعَرَاءُ: الْأَرْضُ الَّتِي لَا تُوَارِي مَنْ فِيهَا بِجَبَلٍ وَلا شجر.
{فاجتباه ربه} فَاصْطَفَاهُ فَأَنْقَذَهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ {فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}.
{وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} لينفذونك {بِأَبْصَارِهِمْ} لشدَّة نَظَرِهِمْ عَدَاوةٌ وَبُغْضًا {لَمَّا سمعُوا الذّكر}.
الصفحة 24