كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
قَالَ محمدٌ: وَعَيْتُ الْعلم وووَعَيْتُ مَا قلتَ؛ أَيْ: حَفِظْتُهُ، وَكَذَلِكَ كُلَّ شَيْءٍ حَفِظْتُهُ فِي نَفْسِكَ، وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ حَفِظْتَهُ فِي غَيْرِ نَفْسِكَ: أوعيْته، وَمِنْهُ أوعيت الْمَتَاع فِي الْوِعَاء. تَفْسِير سُورَة الحاقة من آيَة (13 - 17)
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَة} وَهِيَ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ.
قَالَ محمدٌ: الْقِرَاءَة (نفخةٌ واحدةٌ) بِالرَّفْعِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ الْمَعْنَى نُفِخَ نفخةٌ واحدةٌ فِي الصُّورِ.
{وحملت الأَرْض وَالْجِبَال} تُحْمَلُ مِنْ أُصُولِهَا فَتُذْهَبْ {فَدُكَّتَا دكة وَاحِدَة} تصير أرْضهَا مستوية
{فَيَوْمئِذٍ وَقعت الْوَاقِعَة} يَعْنِي: وَقَعَ الْعَذَابُ بِأَهْلِ الْعَذَابِ
{وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} كَقَوْلِهِ: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا} يَعْنِي: تَشَقُّقَهَا، وَالْوَاهِيَةُ: الضَّعِيفَةُ لَيْسَتْ فِي الشدَّة كَمَا كَانَت
{وَالْملك} يَعْنِي: جَمِيعُ الْمَلائِكَةِ {عَلَى أَرْجَائِهَا} عَلَى حَافَّاتِ السَّمَاءِ يَعْنِي: أَطْرَافَهَا.
قَالَ محمدٌ: رَجَا كُلِّ شَيْءٍ: ناحيَتُه مَقْصُورٌ، وَالتَّثْنِيَةُ: رَجَوان وَالْجَمْعُ أَرْجَاءُ.
الصفحة 28