كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
قَالَ: فَيُعْظِمُ لِلنَّارِ وَتَزْرَقُّ عَيْنَاهُ ويَسْوَدّ وَجْهُهُ، ويُكسى سَرَابِيلَ الْقَطْرَانِ وَيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ إِلَى أَصْحَابِكَ؛ فَأَخْبِرْهُمْ إِنَّ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مِثْلَ هَذَا. فَيَنْطَلِقُ وَهُوَ يَقُولُ: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا ليتها كَانَت القاضية} يتَمَنَّى الْمَوْت
{هلك عني سلطانيه} تَفْسِيرُ ابْنِ عَبَّاسٍ هَلَكَتْ عَنِّي حُجَّتي.
قَالَ اللَّهُ: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيم صلوه} أَي: اجعلوه يَصْلَي الْجَحِيم
{ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَيِّ ذِرَاعٍ {فاسلكوه} فَيُسْلَكُ فِيهَا، تَدْخُلُ مِنْ فِيهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ دُبُره، وَلَوْ أَنَّ حَلْقَةً مِنْهَا وُضِعَتْ عَلَى جَبَلٍ لَذَابَ؛ فَيُنَادِي أَصْحَابَهُ: هَلْ تَعْرِفُونَنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا وَلَكِنْ قَدْ نَرَى مَا بِكَ مِنَ الخِزْي فَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ أَنَا فُلانُ ابْنُ فُلانٍ إِنَّ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْكُم مثل هَذَا
قَالَ اللَّهُ: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حميم} أَي: شفيقُ يَنْفَعهُ
{وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ} يَعْنِي: غُسَالَةُ أَهْلِ النَّارِ: القيْح والدّمُ
{لَا يَأْكُلهُ إِلَّا الخاطئون} الْمُشْرِكُونَ.
قَالَ محمدٌ: الِاخْتِيَارُ أَنْ يُوقَفَ عَلَى الْهَاءَاتِ الَّتِي مَضَتْ فِي قَوْله {كِتَابيه} {حسابيه} و {ماليه} و {سلطانيه} وَتُوصَلُ، وَقَدْ حَذَفَهَا قومٌ فِي الوصْل؛ وَهُوَ خِلافُ الْمُصْحَفِ ذَكَرَهُ الزَّجَّاج. تَفْسِير سُورَة الحاقة من آيه (38 - 46)
الصفحة 32