كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

تَفْسِير سُورَة الحاقة من آيه (47 - 52)
قَوْلُهُ: {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تبصرون} أُقْسِمُ بِكُلِّ شَيْءٍ أَنَّ الْقُرْآنَ
{لقَوْل رَسُول كريم} على الله؛ يَعْنِي: مُحَمَّد صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم.
{وَمَا هُوَ} مَا الْقُرْآنُ {بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تؤمنون} أقلكم من يُؤمن
{وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تذكرُونَ} أَقَلُّكُمْ مَنْ يَتَذَكَّرُ أَيْ: يُؤْمِنُ
{تَنْزِيل} يَعْنِي: الْقُرْآنَ {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
{وَلَو تَقول علينا} يَعْنِي: مُحَمَّدًا {بعض الْأَقَاوِيل} فَزَادَ فِي الْوَحْيِ أَوْ نَقَصَ مِنْهُ
{لأخذنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أَيْ: بِالْحَقِّ عُقُوبَةٌ، وَتَفْسِيرُ الْحَسَنِ: يَقُول: لقطعنا يَده الْيُمْنَى
{ثمَّ لقطعنا مِنْهُ الوتين} وَهُوَ الْعِرْقُ الَّذِي الْقَلْبُ مُعَلَّقٌ بِهِ فَإِذَا انْقَطَعَ مَاتَ الْإِنْسَانُ
{فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجزين}.
قَالَ محمدٌ: (حاجزين) من نعت (أحد)، و (أحدٌ) فِي مَعْنَى جَمِيعٍ؛ الْمَعْنَى فَمَا مِنْكُم قوم يحجزون عَنهُ.
{وَإنَّهُ} يَعْنِي: الْقُرْآن {لتذكرة لِلْمُتقين} هم الَّذين يقبلُونَ التَّذْكِرَة
{وَإنَّهُ} يَعْنِي: الْقُرْآنَ {لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِذْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ فِي الدُّنْيَا
{وَإنَّهُ} يَعْنِي: الْقُرْآن {لحق الْيَقِين} أَنه من عِنْد الله
{فسبح باسم رَبك الْعَظِيم}.
قَالَ مُحَمَّدٌ: التَّسْبِيحُ مَعْنَاهُ: تَنْزِيهُ اللَّهِ مِنَ السُّوءِ وَتَبْرِئَتُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

الصفحة 33