كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
إيَّاهُم إِلَى الْإِيمَان {وأصروا} أَقَامُوا على الْكفْر {واستكبروا} عَن عبَادَة الله
{ثمَّ إِنِّي دعوتهم جهارا} مجاهرة
{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُم إسرارا} أَيْ: خَلَطْتُ دُعَاءَهُمْ فِي الْعَلانِيَةِ بِدُعَاء السِّر
{يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا} أَي: تدرُّ عَلَيْكُم بالمطر
{وَيَجْعَلْ لَكُمْ جنَّات وَيجْعَل لكم أَنهَارًا}.
قَالَ مُحَمَّد: ٌ {جنَّات} بساتين، وَقيل: إِنَّهُم كَانُوا قدأجدبوا فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّ إِيَمَانَهِمْ بِاللَّهِ يَجْمَعُ لَهُمْ مَعَ الْحَظِّ الْوَافِرِ فِي الْآخِرَةِ الْخِصْبُ وَالْغِنَى فِي الدُّنْيَا. تَفْسِير سُورَة نوح من آيَة (13 - 22)
قَوْلُهُ: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لله وقارا} أَيْ: لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً
{وَقد خَلقكُم أطوارا} تَفْسِيرُ قَتَادَةَ: يَعْنِي: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْمًا ثُمَّ لَحْمًا.
قَالَ محمدٌ: (أَطْوَارًا) أَيْ: طَوْرًا بَعْدَ طَوْرٍ، نَقَلَكُمْ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ قَتَادَةَ. وَقَوْلُهُ: {تَرْجُونَ} تَخَافُونَ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
(مَحِلَّتُهُمْ ذَاتُ الْإِلَهِ وَدِينُهُمْ ... قويمٌ فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ)
أَيْ: مَا يخَافُونَ إِلَّا خَوَاتِم الْأَعْمَال.
قَوْله: {سبع سماوات طباقا} يَعْنِي: بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ.
الصفحة 40