كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجَنِّ وَهِيَ [مَكِّيَّةٌ]
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم تَفْسِير سُورَة الْجِنّ من آيَة (1 - 7)
قَوْلُهُ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتمع نفر من الْجِنّ} وهم (ل 375) {فَقَالُوا إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا}
{يهدي إِلَى الرشد} أَيْ: يُبَيِّنُ سَبِيلَ الْهُدَى {فَآمَنَّا بِهِ} وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ فِيمَا ذُكِرَ على الْيَهُودِيَّة.
{وَأَنه تَعَالَى} ارْتَفع {جد رَبنَا} عَظمته وكبرياؤه
{وَأَنه كَانَ يَقُول سفيهنا} وَهُوَ الْمُشْرِكُ مِنْهُمْ {عَلَى اللَّهِ شططا} أَي: جورًا وكذبًا
قَالَ اللَّهُ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنّ فزادوهم رهقا} تَفْسِيرُ الْكَلْبِيِّ: أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْإِنْسِ كَانَ أَحَدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا، فَأَمْسَى فِي الْأَرْضِ الْقَفْرِ نَادَى: أَعُوذُ بَسَيِّدِ هَذَا الْوَادِي مِنْ سُفَهَاءِ قَوْمِهِ، فَيَبِيتُ فِي مَنَعةٍ مِنْهُ حَتَّى يصبح {فزادوهم رهقا} زَادَتِ الْجِنُّ لتعوُّذهم بِهِمْ إِثْمًا.
{وَأَنَّهُمْ ظنُّوا} ظَنَّ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْجِنِّ {كَمَا ظننتم} يَقُولُهُ لِلْمُشْرِكِينَ مِنَ الْإِنْسِ {أَنْ لن يبْعَث الله أحدا}
الصفحة 43