كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
الْحَسَنِ: أَنَّهُمْ قَالُوا: هَذَا أمرٌ حَدَثٌ حِينَ رُمِيَ بِالنُّجُومِ، فَلا نَدْرِي أشرٌّ أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يُهْلِكَهُمْ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا، أَمْ أَحْدَثَ لَهُم مِنْهُ نعْمَة وكرامة؟:
{وَأَنا منا الصالحون} الْمُؤْمِنُونَ {وَمنا دون ذَلِك} يَعْنُونَ: الْمُشْرِكِينَ {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} وَفِي الْجِنِّ مَؤْمِنُونَ ويهودٌ وَنَصَارَى ومجوسٌ وَعَبَدَةُ الْأَوْثَانِ.
قَالَ محمدٌ: (طَرَائِقُ) أَيْ: كُنَّا فِرَقًا، والقِدَدُ: جَمْعُ قِدّة، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ قِطْعَةٍ وقطعٍ.
قَوْله: {وَأَنا ظننا} عَلِمْنَا {أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ} أَنْ نَسْبِقَ اللَّهَ حَتَّى لَا يَقْدِرُ عَلَيْنَا؛ فَيَبْعَثَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
{وَأَنا لما سمعنَا الْهدى} الْقُرْآن {آمنا بِهِ} صَدَّقْنَا بِهِ. {فَلا يَخَافُ بَخْسًا} يَعْنِي: أَنْ يُنْقَصَ مِنْ عَمَلِهِ {وَلَا رهقا} ظُلْمًا أَنْ يُزَادَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَعْمَلْ.
قَالَ محمدٌ: أَصْلُ (الرَّهَق) فِي اللُّغَةِ العيْبُ وَالظُّلْمُ؛ يُقَالُ: رَهَقَ وَتَرَهَّقَ فِي دِينِهِ إِذا ظلم. تَفْسِير سُورَة الْجِنّ من آيَة (14 - 17)
الصفحة 45