كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

قَالَ محمدٌ: (البَشَرُ) جَمْعُ بشَرة وَمَعْنَى لَوَّاحَةٍ: مُغَيِّرَةٍ، تَقُولُ: لاحَتْهُ الشَّمْسُ إِذَا غيَّرتْه.
{عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} لمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَرَى مُحَمَّدًا يُخَوِّفُكُمْ بِخَزَنَةِ النَّارِ، وَيَزْعُمْ أَنَّهُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَفَيَعْجَزُ كُلُّ مِائَةٍ مِنْكُمْ أَنْ يَبْطِشُوا بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ فَتَخْرُجُوا مِنْهَا؟ فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ الْجُمَحِيُّ: أَنَا أَكْفِيكُمْ مِنْهُمْ سَبْعَةَ عَشَرَ عَشْرَةٌ عَلَى ظَهْرِي وَسَبْعَةٌ عَلَى صَدْرِي، فَاكْفُونِي أَنْتُم اثْنَيْنِ فَأنْزل الله: تَفْسِير سُورَة المدثر من آيَة (31 - 48)
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلَائِكَة} أَيْ: فَمَنْ يُطِيقُهُمْ؟ {وَمَا جَعَلْنَا عدتهمْ إِلَّا فتْنَة} بليَّة {لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا كتاب} لِأَنَّهُمْ فِي كُتُبُهِمِ تِسْعَةَ عَشَرَ {ويزداد الَّذين آمنُوا إِيمَانًا} تَصْدِيقًا {وَلَا يرتاب} يَشُكُّ

الصفحة 58