كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

بيَّن {تَحِلَّة أَيْمَانكُم} وَهُوَ قَوْلُهُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: {فكفارته إطْعَام عشرَة مَسَاكِين} إِلَى قَوْلِهِ: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ} (1).
قَوْلُهُ: {وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ} بخلقه {الْحَكِيم} فِي أَمْرِهِ، فأُمرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْكَفَّارَةِ فَكفر يَمِينه
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَعْرَضَ عَن بعض} تَفْسِير الْكَلْبِيّ: أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَفْصَةَ: أَلَمْ آمُرْكِ أَنْ تَكْتُمِي سِرِّي وَلا تُخْبِرِي بِهِ أَحَدًا، لِمَ أَخْبَرْتِ بِهِ عَائِشَةَ؟ وَذَكَرَ لَهَا بَعْضَ الَّذِي قَالَتْ، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمْ يَذْكُرْهُ لَهَا.
قَالَ: {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيم الْخَبِير}
قَالَ اللَّهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله} يَعْنِي: حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبكُمَا} أَيْ: زَاغَتْ إِلَى الْإِثْمِ، فَأَمَرَهُمَا بِالتَّوْبَةِ {وَإِن تظاهرا} أَي: تعاونا {عَلَيْهِ} عَلَى النَّبِيِّ {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} وليُّه فِي الْعَوْنِ لَهُ {وَجِبْرِيلُ} وليُّه {وَصَالح الْمُؤمنِينَ} وهم النَّبِيُّونَ {بعد ذَلِك} مَعَ ذَلِك {ظهير} أَيْ: أعوانٌّ لَهُ، يَعْنِي: النَّبِيَّ.
قَوْله: {قانتات} يَعْنِي: مطيعات {سائحات} يَعْنِي: صائمات {ثيبات وأبكارا}.
قَالَ محمدٌ: يُقَالُ: امرأةٌ ثيبةٌ وَثَيِّبٌ أَيْضًا بَيِّنَةُ الثَّيب، وبِكْرٌ بَيِّنَة الْبكارَة.

الصفحة 6