كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

تَفْسِير سُورَة المدثر من آيَة (49 - 56)
قَوْلُهُ: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ معرضين} عَن الْقُرْآن
{كَأَنَّهُمْ حمر مستنفرة} أَي: حمر وَحش
{فرت من قسورة} تَفْسِيرُ بَعْضِهِمُ الْقَسْوَرَةُ: الأسدُ.
قَالَ محمدٌ: (معرضين) مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ، وَمَعْنَى مُسْتَنْفِرَةٌ مَذْعُورَة استُنفرتْ فنفرت، قيل: إِنَّ اشْتِقَاقِ قَسْوَرَةٍ مِنَ القسْر وَهُوَ الْقَهْرِ؛ لأَنَّ الْأَسَدَ يَقْهَرُ السبَاع.
{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ} يَعْنِي: مُشْرِكِي قُرَيْشٍ {أَنْ يُؤْتَى صحفا منشرة} إِلَى كُلِّ إنسانٍ بِاسْمِهِ أَنْ آمِنْ بمحمدٍ قَالَ اللَّهُ {كَلَّا} أَنْتُمْ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِك
ثمَّ قَالَ {بل لَا تخافون الْآخِرَة} لَا يُؤمنُونَ بهَا
{كلا إِنَّه تذكرة} يَعْنِي: الْقُرْآنَ {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ}.
{هُوَ أهل التَّقْوَى} أَيْ: أَهْلُ أَنْ يُتَّقَى {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة} أَهْلُ أَنْ يَغْفِرَ، وَلا يَغْفِرُ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِينَ.

الصفحة 62