كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
(ل 380) نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ يُدْئِبُ نَفْسَهُ فِي قَرَاءَتِهِ، مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَاهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ}
{إِنَّا علينا جمعه وقرآنه} أَيْ: نَحْنُ نَحْفَظُهُ عَلَيْكَ فَلا تنساه
{فَإِذا قرأناه} نَحن {فَاتبع} أَنْت {قرآنه} يَعْنِي: فَرَائِضَهُ وَحُدُودَهُ وَالْعَمَلَ بِهِ
{ثمَّ إِن علينا بَيَانه} تَفْسِيرُ بَعْضِهِمْ: نَحْنُ نبيَّنه لَكَ. تَفْسِير سُورَة الْقِيَامَة من آيَة (20 - 33)
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَة} أَيْ: لَا تُؤْمِنُونَ أَنَّهَا جَائِيَةٌ، يَقُوله للْمُشْرِكين
{وجوهٌ يومئٍذ ناضرة} ناعمة
{إِلَى رَبهَا ناظرة} تنظر إِلَى الله
{ووجوهٌ يومئٍذ باسرة} عابسة
{تظن} تَعْلَمُ {أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} أَيْ: داهيةٌ وشَرٌّ.
قَالَ محمدٌ: (فاقرة) يُقَالُ: إِنَّهَا مِنْ فقَار الظَّهْر كَأَنَّهَا تكسِره، تَقُولُ: فَقَرْتُ الرَّجُلَ؛ إِذا كَسَرْتَ فَقَارَهُ
{كلا إِذا بلغت التراقي} يَعْنِي: النَّفْسَ سُلَّتْ مِنَ الرِّجلين حَتَّى إِذا بلغت التَّرْقُوَتَيْن
{وَقيل من راق} أَيْ: مَنْ يَرْقِيهِ؟ فِي تَفْسِيرِ قَتَادَة
{وَظن} علم {أَنه الْفِرَاق} فِرَاق الدُّنْيَا
{والتفت السَّاق بالساق} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ، اجْتَمَعَ أَمْرُ الدُّنْيَا وَأَمَرُ الْآخِرَةِ.
قَالَ محمدٌ: يَعْنِي: كَرْبَ الدُّنْيَا وكرب الْآخِرَة.
الصفحة 65