كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

خلقناهم وشددنا أسرهم} يَعْنِي: خَلْقَهُمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: أَصْلُ الْكَلِمَةِ مِنَ (الْإِسَارِ)، وَهُوَ الْقَدُّ، يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ مَا أَسَرَّ قَتَبه، أَيْ: مَا أَحْسَنَ مَا شَدَّه!
{وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ} أَيْ: أَهْلَكْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ، وَبَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ: خيرا مِنْهُم.
{إِن هَذِه تذكرة} إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ تَذْكِرَةٌ {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا} بِطَاعَتِهِ
{إِن الله كَانَ عليمًا} {بخلقه} (حكيمًا} فِي أمره
{يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} فِي دينه الْإِسْلَام {والظالمين} {الْمُشْرِكِينَ} (أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} مُوجِعًا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: نَصْبُ (الظَّالِمِينَ) عَلَى مَعْنَى: يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ، وَيُعَذُّبُ الظَّالِمِينَ، وَيَكُونُ (أعدّ لَهُم) تَفْسِيرًا لِهَذَا الْمُضْمَرِ (نَصْبُ الظَّالِمِينَ عَلَى مَعْنَى يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَيُعَذِّبُ الظَّالِمِينَ).

الصفحة 76