كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

قَالَ مُحَمَّدٌ: نَصْبُ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا عَلَى مَعْنَى الْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ. وَقَرَأَهُ نَافِعٌ (عُذْرًا) بِالتَّخْفِيفِ (ونُذْرًا) بِالتَّثْقِيلِ وَهَذَا قَسَمٌ أَقْسَمَ بِهِ.
{إِنَّمَا توعدون} مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، يقُولُهُ لِلْمُشْرِكِينَ {لَوَاقِعٌ}.
{فَإِذا النُّجُوم طمست} أَيْ: يَنْزِلُ عَذَابُ اللَّهِ يَوْمَ تُطْمَسُ فِيهِ النُّجُومُ، فَيَذْهَبُ ضَوْؤُهَا
{وَإِذا السَّمَاء فرجت} إنشقت {وَإِذا الْجبَال نسفت} ذَهَبَتْ مِنْ أُصُولِهَا وسوِّيت بِالْأَرْضِ
{وَإِذا الرُّسُل أقتت} أجلت فِي تَفْسِير الْحسن
{لأي يَوْم أجلت} يعظم ذَلِك الْيَوْم
{ليَوْم الْفَصْل} الْقَضَاء
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: أَيْ: أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي مَا يَوْمُ الْفَصْلِ حَتَّى أعلمتك (ل 383)
{ألم نهلك الْأَوَّلين} عَلَى الِاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ: بَلَى قَدْ أَهْلَكْنَاهُمْ؛ يَعْنِي: الْأُمَمَ السَّالِفَةَ حِينَ كذبُوا رسلهم
{ثمَّ نتبعهم الآخرين} يَعْنِي: كفار آخر هَذِه الْأمة الَّذِينَ تَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: مَنْ قَرَأَ (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ) بِالرَّفْعِ فَعَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَمَنْ قَرَأَ (نُتْبِعْهُمْ) بِالْجَزْمِ فَهُوَ عَطْفٌ عَلَى (نهلك).
تَفْسِير سُورَة المرسلات من آيَة (20 - 28)

الصفحة 78