كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

مِنْ أَهْلِهَا حَادَ عَنْهَا إِلَى الْجنَّة
{للطاغين} الْمُشْركين {مآبا} مرجعًا.
{لابثين فِيهَا أحقابا} أَيْ: تَأْتِي عَلَيْهِمُ الأحقابُ لَا تَنْقَطِعُ أَبَدًا والحُقْبُ: ثَمَانُونَ عَامًا، والسَّنة: ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ يَوْمًا، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا
{لَا يذوقون فِيهَا بردا} هِيَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {لَا بَارِدٍ وَلَا كريم} وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْبَرْدُ النَّوْمُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ يَبْرُدُ فِيهِ عَطَشُ الْإِنْسَانِ.
{وَلا شَرَابًا}
{إِلَّا حميما وغساقا} الْحَمِيمُ: الَّذِي لَا يُسْتَطَاعُ مِنْ حَرِّهِ، والغسَّاق: القيحُ الْغَلِيظُ المنتنُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الْغَسَّاقُ الَّذِي لَا يُسْتَطَاعُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهِ، وَهُو الزَّمْهَرِير.
{جَزَاء وفَاقا} أَيْ: وَافَقَ أَعْمَالَهُمُ الْخَبِيثَةَ.
قَالَ مُحَمَّد: (وفَاقا) من: وَافقه مُوَافقَة.
{إِنَّهُم كَانُوا لَا يرجون} لَا يخَافُونَ {حسابا} لَا يقرونَ بِالْبَعْثِ
{وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} تَكْذِيبًا
{وكل شَيْء أحصييناه كتابا} أحصتِ الْمَلائِكَةُ عَلَى الْعِبَادِ أَعْمَالَهُمْ، وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ مُحْصَاةٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (كُلَّ) مَنْصُوبٌ بِمَعْنَى: وَأَحْصَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ أحصيناه، و (كتابا) تَوْكِيدًا لِأَحْصَيْنَاهُ، الْمَعْنَى: كَتَبْنَاهُ كِتَابًا.
قَوْلُهُ: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عذَابا} قَالَ عبد الله بْن عَمرو: ((مَا نَزَلَ

الصفحة 84