كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
وَقَرَأَهَا نَافِعٌ (طُوَى) بِالضَّمِ غَيْرِ مَصْرُوفَةٍ، وَذَكَرَ الزَّجَّاجُ أَنَّ مَنْ قَرَأَهَا (طُوَى) بِحَرْفِ نَافِعٍ فَهُوَ اسْم الْوَادي.
{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تزكّى} إِلَى أَن تؤمن
{وأهديك إِلَى رَبك} أَيْ: وَأُبَيِّنُ لَكَ دِينَ رَبِّكَ {فتخشى} الله.
قَالَ: {فَأرَاهُ الْآيَة الْكُبْرَى} يَعْنِي: الْيَدَ وَهِيَ أَكْبَرُ الْآيَاتِ التسع الَّتِي أَتَاهُ بهَا.
{فَأَخذه الله نكال} أَي: عُقُوبَة {الْآخِرَة وَالْأولَى} قَالَ مُجَاهِدٌ: الْآخِرَةُ قَوْلُهُ: {أَنَا ربكُم الْأَعْلَى} وَالْأُولَى قَوْلُهُ: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلَه غَيْرِي} فَعَذَّبَهُ بِهِ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا بِالْغَرَقِ، وَيُعَذِّبُهُ فِي الْآخِرَةِ بِالنَّارِ.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يخْشَى} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: لِمَنْ يَخْشَى أَنْ يُفْعَلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ فَيُؤْمِنُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (نَكَالَ) مَنْصُوبٌ مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ؛ لِأَنَّ مَعْنَى (أَخَذَهُ اللَّهُ): نكَّل اللَّهُ بِهِ نكال الْآخِرَة وَالْأولَى.
تَفْسِير سُورَة النازعات من آيَة (27 - 35)
الصفحة 90