كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

{فَأَنت عَنهُ تلهى} تعرض
{كلا إِنَّهَا تذكرة} أَي: هَذَا الْقُرْآن تذكرة
{فَمن شَاءَ ذكره} وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: (وَمَا تذكرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ).
قَالَ محمدٌ: مَنْ قَرَأَ (فَتَنْفَعُهُ) بِالرَّفْعِ فَعَلَى الْعَطْفِ عَلَى (تزكّى) وَمن قَرَأَ (فتنفعه) بالنصْب فَعَلَى جَوَابِ (لَعَلَّ) وَقَوْلُهُ: {تلهي} يُقَالُ: لَهيتُ عَنِ الشَّيْءِ أَلْهَى عَنهُ إِذا تشاغلت عَنهُ.
{فِي صحف مكرمَة}
{مَرْفُوعَة} عِنْدَ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ {مُطَهَّرَةٍ} من الدَّنَس
{بأيدي سفرة} كَتَبة؛ يَعْنِي: الْمَلَائِكَة
{كرام بررة} لَا يَعْصُونَ اللَّهَ.
قَالَ محمدٌ: وَاحِدُ السَّفَرة: سافِرٌ مِثْلُ كَاتِبٍ وكَتَبَة، وَيُقَالُ: إِنَّمَا قِيلَ لِلْكِتَابِ: سِفْرٌ وَلِلْكَاتِبِ: سافِرٌ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ: أَنْ يُبَيِّن الشَّيْءَ وَيُوَضِّحَهُ، وَمِنْهُ سَفَرَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا كَشَفَتِ النِّقَاب عَنْ وَجْهِهَا، وَبَرَرَةٌ جَمْعُ بَارٍّ.
قَوْله: {قتل الْإِنْسَان} أَيْ: لُعِنَ؛ وَهَذَا لِلْمُشْرِكِ {مَا أكفره} تَفْسِيرُ الْكَلْبِيِّ: مَا أشدَّ كُفْرَهُ:
{مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً إِلَى أَنْ نفخ فِيهِ الرّوح
{ثمَّ السَّبِيل يسره} تَفْسِيرُ بَعْضِهِمْ: يَعْنِي: خُرُوجَهُ مِنْ بطن أمّه
{ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره} جَعَلَ لَهُ مَنْ يَدْفِنُهُ فِي الْقَبْر
{ثمَّ إِذا شَاءَ أنشره} أَحْيَاهُ؛ يَعْنِي: الْبَعْثَ؛ أَيْ: كَيْفَ يَكْفُرُ؟! كَقَوْلِهِ: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وكنتم أَمْوَاتًا} الْآيَةَ.

الصفحة 95