كتاب تقرير علمي رد على كتاب "مستعدين للمجاوبة" لـ سمير مرقص)

وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهي بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن لنفوسهم من نقاء الجوهر، بأصل الفطرة، ما تستعد به، من محض الفيض الإلهي، لأن تتصل بالأفق الأعلى، وتنتهي من الإنسانية إلى الذروة العليا، وتشهد من أمر الله شهود العيان ما لم يصل غيرها إلى تعقله أو تحسسه بعصى الدليل والبرهان، وتتلقى عن العليم الحكيم ما يعلو وضوحا على ما يتلقاه أحدنا من أساتذة التعاليم، ثم تصدر عن ذلك العلم إلى تعليم ما علمت دعوة الناس إلى ما حُملت على إبلاغه إليهم.
فهؤلاء الأنبياء والمرسلون من الأمم بمنزلة العقول من الأشخاص.. يعلّمون الناس من أنباء الغيب ما أذن الله لعباده في العلم به، مما لو صعب على العقل اكتناهه لم يشق عليه الاعتراف بوجوده.
يميزهم الله بالفطر السليمة، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يطيقون للاستشراق بأنوار علمه، والأمانة على مكنون سره، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته، فيشرفون على الغيب بإذنه،

الصفحة 104