كتاب تقرير علمي رد على كتاب "مستعدين للمجاوبة" لـ سمير مرقص)

وثاني هذه الأدلة:
أن موسى - عله السلام - الذي نزلت عليه التوراة، بالهيروغيليفية - قد عاش ومات في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.. بينما حدث أول تدوين لأسفار العهد القديم - على يدي "عزرا" - أي في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد - بعد عودة اليهود من السبي البابلي (597-538ق. م) - الأمر الذي يعني أن التراث اليهودي قد ظل تراثاً شفهياً لمدة ثمانية قرون - عبد أثناءها بنو إسرائيل العجل تارة.. وأوثان الكنعانيين تارة أخرى.. وانقلبوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان.
فهل يتصور عاقل أن يظل تراث ديني، في الحالة الشفهية، على امتداد ثمانية قرون، شهدت كل هذه الانقلابات ضد أصوله الأولى - توراة موسى عليه السلام - دون أن يصيبه التحريف والتغيير والتبديل والحذف والإضافة والنسيان؟!..
وثالث هذه الأدلة:
على حدوث التحريف في أسفار العهد القديم هو هذه التناقضات الصارخة القائمة فيها حتى الآن.. إذ لو كانت هذه الأسفار هي كلمة الله التي نزلت على موسى - عليه السلام - لاستحال أن يدخلها التناقض أو الاختلاف.

الصفحة 13