كتاب تقرير علمي رد على كتاب "مستعدين للمجاوبة" لـ سمير مرقص)

كذلك - كما هو الحال في عقيدة الوحدانية والأحدية والتنزيه في عقائد الإسلام.. التي هي العقيدة في دين الله الواحد، من آدم إلى محمد، عليهم الصلاة والسلام.
وإذا كانت عقيدة المسيحيين في الخطيئة - أي خطيئة آدم، عليه السلام - بأكله من الشجرة، تقول إن البشرية كلها قد حملت لعنة هذه الخطيئة - بأجيالها المتعاقبة من آدم إلى المسيح - وأن فداء البشرية وخلاصها من هذه اللعنة قد اقتضى أن يقدم الآب ابنه - المسيح - ليموت على الصليب فداء وخلاصا للبشرية من هذه اللعنة وهذه الخطيئة.
فإن هذه العقيدة المسيحية - في الخطيئة.. ولعنتها - إنما تصل القمة في الظلم، والذروة في اللاأخلاق!.. بينما لا يتصور عاقل أنيقوم دين على أنقاض العدل والأخلاق.
فحتى لو افترضنا جدلا أن خطيئة آدم لم تتم توبته منها، وغفران الله له ذنبه، فإن العدل الإلهي يقتضي أن يكون الوزر - ومن ثم العقاب - على آدم، الذي اقترف الوزر، وارتكب الخطيئة.. وليس من العدل - حتى الإنساني.. فضلا عن الإلهي - أن تتحمل البشرية - بأجيالها المتعاقبة - اللعنة لوزر لم ترتكبه وخطيئة لم تكتسبها.

الصفحة 88