كتاب الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية (اسم الجزء: 1)

[صلى الله عليه وسلم]-: " ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمس أوسق من التمر صدقة ".
وأخرجه أحمد، والبخاري من حديث أبي سعيد.
وأخرج أبو داود من حديث علي، قال: إذا كان لك مائتا درهم، وحال عليها الحول؛ ففيها خمسة دراهم، وليس عليك شيء - يعني: في الذهب -، حتى يكون لك عشرون دينارا، فإذا كانت لك عشرون دينارا، وحال عليها الحول؛ ففيها نصف دينار "؛ وفي إسناده مقال، ولكنه حسنه الحافظ ابن حجر، ونقل الترمذي عن البخاري تصحيحه - كالحديث الأول - (¬1) .
وقد وقع الإجماع على أن نصاب الفضة مئتا درهم، ولم يخالف في ذلك إلا ابن حبيب الأندلسي، والخمس الأواقي المذكورة في الحديث: هي مئتا درهم؛ لأن وزن كل أوقية أربعون درهما.
وذهب إلى أن نصاب الذهب عشرون دينارا الجمهور.
وقد روي عن الحسن وطاوس ما يخالف ذلك؛ وهو مردود.
وذهب إلى اعتبار الحول الأكثر.
وذهب ابن عباس، وابن مسعود، وداود إلى أنه يجب على المالك إذا استفاد نصابا أن يزكيه في الحال؛ تمسكا بما دل على مطلب الوجوب؛ وهو
¬__________
(¬1) انظر " نيل الأوطار " (4 / 138) .

الصفحة 500