كتاب الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية (اسم الجزء: 1)

وقد ذهب الجمهور إلى أنها صاع من البر وغيره.
وذهب بعض الصحابة إلى أن الفطرة من البر نصف صاع، وقد حكاه ابن المنذر عن علي، وعثمان، وأبي هريرة، وجابر، وابن عباس، وابن الزبير، وأمه أسماء بنت أبي بكر؛ بأسانيد صحيحة، كما قال الحافظ، وإليه ذهب أبو حنيفة.
وقد تمسكوا بحديث ابن عباس مرفوعا: " صدقة الفطر: مدّان من قمح "؛ أخرجه الحاكم (¬1) .
وأخرج نحوه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، مرفوعاً.
وفي الباب أحاديث تعضد ذلك، ولكن ليس هذا بإجماع من الصحابة، حتى يكون حجة.
وقد أخرج ابن خزيمة، والحاكم في " صحيحيهما " (¬2) : أن أبا سعيد قال لما ذكروا عنده صدقة رمضان: لا أخرج إلا ما كنت أخرج في عهد رسول الله -[صلى الله عليه وسلم]-: صاع تمر، أو صاع حنطة، أو صاع شعير، أو صاع أقط "، ولكن هذا - مع كونه غير مصرح باطلاع رسول الله -[صلى الله عليه وسلم]- على ذلك ولا تقريره -: قد قال ابن خزيمة: ذكر
¬__________
(¬1) في " المستدرك " (1 / 140) ، والبيهقي في " سننه " (4 / 172) .
وضعفه ابن عبد الهادي في " تنقيح التحقيق " (2 / 1473) .
(¬2) وصف " المستدرك " ب " الصحيح ": فيه توسع {
والحديث في " صحيح مسلم " (985) } !

الصفحة 549