كتاب الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية (اسم الجزء: 2)

قال: أهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقبل منه، وأهدى له قيصر؛ فقبل منه، وأهدت له الملوك؛ فقبل منها.
وأخرج أبو داود (¬1) من حديث بلال: أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فدك.
وفي " الصحيحين " من حديث أنس: أن أكيدر دومة أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس.
وأخرج أبو داود (¬2) من حديثه: أن ملك الروم أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستقة (¬3) سندس؛ فلبسها.
وفيهما أيضا من حديث علي: أن أكيدر دومة الجندل (¬4) أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير، فأعطاه عليا، فقال: " شققه خمرا بين الفواطم (¬5) ".
وأخرج البخاري من حديث أسماء بنت أبي بكر، قال: أتتني أمي راغبة
¬__________
(¬1) • في " السنن " (2 / 46 - 47) ، وكذا البيهقي (6 / 80 - 81) ؛ وإسناده صحيح. (ن)
(¬2) • قلت: هو في " سننه " (2 / 174 - 175) ؛ من طريق علي بن زيد، عن أنس.
وعلي هذا: هو ابن جدعان؛ وفيه ضعف. (ن)
(¬3) بضم الميم وإسكان السين المهملة وفتح التاء - ويجوز أيضا فتح الميم -: هي فراء طوال الأكمام، جمعها (مساتق) ، وأصل الكلمة فارسي، ووقع في الأصل بالشين المعجمة، وهو خطأ. (ش)
(¬4) دومة الجندل - بفتح الدال وضمها -: حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبل طيئ.
وأكيدر - بالتصغير -: اسم ملكها، وكان نصرانيا فأسلم، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ما في يده، ثم نقض الصلح، فأجلاه عمر.
وقيل: إنه قتل في عهد أبي بكر؛ قتله خالد بن الوليد، وهو صحيح. (ش)
(¬5) • أراد بهن: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - زوجة علي -، وفاطمة بنت أسد - أمه -، وفاطمة بنت حمزة - عمه -: " نهاية ". (ن)

الصفحة 523