كتاب الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية (اسم الجزء: 2)

وفي الباب أحاديث.
وأما الابتداء بالحجر: فلأنه وجب عند التشريع أن يعين محل البداية وجهة المشي، والحجر أحسن مواضع البيت؛ لأنه نازل من الجنة، واليمين أيمن الجهتين.
(أو يستلمه) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في استلامه ثلاث صفات: أحدها: تقبيله، وثانيها: أنه وضع يده عليه ثم قبلها، وثالثها: أنه يشير إليه بالمحجن (¬1) .
ولم يقل: طوافي لكذا، ولا افتتحه بالتكبير كما يفعله كثير ممن لا علم عنده، وذلك من البدع المنكرة.
(بمحجن ويقبل المحجن) : لما في " الصحيحين " وغيرهما من حديث ابن عباس، قال: طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن.
وأخرج نحوه مسلم من حديث أبي الطفيل، وزاد: ويقبل المحجن.
(ونحوه) ؛ أخرج أحمد من حديث عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا عمر! إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر؛ فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلة فاستلمه؛ وإلا فاستقبله وهلل وكبر "؛ وفي إسناده مجهول (¬2) .
¬__________
(¬1) بكسر الميم، وإسكان الحاء، وفتح الجيم، وآخره نون: هو عصا محنية الرأس. (ش)
(¬2) صححه شيخنا في " مناسك الحج والعمرة " (ص 21) .

الصفحة 89