كتاب الترياق بأحاديث قواها الألباني وضعفها الحويني أبو إسحاق

وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر المِلَل." أهـ
فعلمُ الحديث من أشرف العلوم نظراً لانتسابه، والمشتغلون به هم أقرب الخلق اتباعاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قل الاشتغال بهذا العلم الجليل في الأزمان المتأخرة، فتجد: في القرن السابع الهجري أمثال الحافظ المزي، والحافظ الدمياطي، والحافظ ابن دقيق العيد، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
ثم يتلوهم الإمام الذهبي، فابن القيم، وابن رجب، وابن عبد الهادي، وابن كثير.
ثم يتلوهم ابن المُلَقِّن، فالحافظ زين الدين العِرَاقِي.
فيتلوهم الحافظ ابن حجر العسقلاني، والهيثمي، وبدر الدين العيني.
فيتلوهم شمس الدين السخاوي، وجلال الدين السيوطي، في القرن التاسع والعاشر الهجريين.
ثم إذا قفزنا قفزةً سريعةً للقرن الماضي فلا نجد من أبرز المشتغلين بهذا العلم الشريف إلا الشيخ أبا الأشبال أحمد محمد شاكر، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمي اليماني، فالشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحم الله الجميع -.
ثم حدثت طفرةٌ في الاشتغال بهذا العلم بعدهم، سواء على الصعيد النظري، أو الصعيد العملي التطبيقي.
لكن الأمر الذي لا يُنْكِرُه مُنصِف، أنَّ للشيخ المُحدِّث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - جميل على أبناء هذا الجيل بإحياء روح التجديد في هذا الفن الذي كان غريباً في حينه.
لقد ترك الشيخ تراثاً يدُلُّ على جهد يُذكِّرُنا بعلماء الحديث المُتقدِّمين

الصفحة 17