كتاب تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (اسم الجزء: 6)

الفتياني عند حمام المهبذان الذي بالسبخة- وكان ناسكا- وقتل الفرات ابن زحر بن قيس الجعفي، وارتث زحر بن قيس، وقتل عبد الرحمن ابن سعيد بن قيس، وقتل عمر بن مخنف، وقاتل عبد الرحمن بن مخنف حتى ارتث، وحملته الرجال على أيديها وما يشعر، وقاتل حوله رجال من الأزد، فقال حميد بن مسلم:
لأضربن عن أبي حكيم ... مفارق الأعبد والصميم
وقال سراقة بن مرداس البارقي:
يا نفس إلا تصبري تليمي ... لا تتولي عن ابى حكيم
واستخرج من دور الوادعيين خمسمائة أسير، فأتي بهم المختار مكتفين، فأخذ رجل من بني نهد وهو من رؤساء أصحاب المختار يقال له: عبد الله ابن شريك، لا يخلو بعربي إلا خلى سبيله، فرفع ذلك إلى المختار درهم مولى لبني نهد، فقال له المختار: اعرضوهم علي، وانظروا كل من شهد منهم قتل الحسين فأعلموني به، فأخذوا لا يمر عليه برجل قد شهد قتل الحسين إلا قيل له: هذا ممن شهد قتله، فيقدمه فيضرب عنقه، حتى قتل منهم قبل أن يخرج مائتين وثمانية وأربعين قتيلا، وأخذ أصحابه كلما رأوا رجلا قد كان يؤذيهم او يماريهم او يضربهم خلوا به فقتلوه حتى قتل ناس كثير منهم وما يشعر بهم المختار، فأخبر بذلك المختار بعد، فدعا بمن بقي من الأسارى فأعتقهم، وأخذ عليهم المواثيق الا يجامعوا عليه عدوا، ولا يبغوه ولا أصحابه غائلة، إلا سراقة بن مرداس البارقي، فإنه أمر به أن يساق معه إلى المسجد قال: ونادى منادي المختار: إنه من أغلق بابه فهو آمن، إلا رجلا شرك في دم آل محمد ص

الصفحة 51