كتاب تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (اسم الجزء: 6)

يقد ثلاثمائة قط فرأى لأحد عليه طاعة قال: صدقت ويحك، فمن لها! قال: رجل أعلمه لم تسمه، قال: فمن هو؟ قال لا أبوح باسمه إلا أن يضمن لي أمير المؤمنين ستر ذلك، وأن يجيرني منه إن علم، قال:
نعم، سمه من هو؟ قال: يزيد بن المهلب، قال: ذاك بالعراق، والمقام بها أحب إليه من المقام بخراسان، قال: قد علمت يا أمير المؤمنين، ولكن تكرهه على ذلك، فيستخلف على العراق رجلا ويسير، قال: أصبت الرأي فكتب عهد يزيد على خراسان، وكتب إليه كتابا: أن ابن الأهتم كما ذكرت في عقله ودينه وفضله ورأيه ودفع الكتاب وعهد يزيد إلى ابن الأهتم، فسار سبعا، فقدم على يزيد فقال له: ما وراءك؟ قال:
فأعطاه الكتاب، فقال: ويحك! أعندك خير؟ فأعطاه العهد، فأمر يزيد بالجهاز للمسير من ساعته، ودعا ابنه مخلدا فقدمه إلى خراسان قال:
فسار من يومه، ثم سار يزيد واستخلف على واسط الجراح بن عبد الله الحكمي، واستعمل على البصرة عبد الله بن هلال الكلابى، وصير مروان ابن المهلب على أمواله وأموره بالبصرة، وكان أوثق إخوته عنده، ولمروان يقول أبو البهاء الإيادي:
رأيت أبا قبيصة كل يوم ... على العلات أكرمهم طباعا
إذا ما هم أبوا أن يستطيعوا ... جسيم الأمر يحمل ما استطاعا
وإن ضاقت صدورهمُ بأمر ... فضلتهمُ بذاك ندى وباعا
وأما أبو عبيدة معمر بن المثنى فإنه قال في ذلك: حدثني أبو مالك أن وكيع بن أبي سود بعث بطاعته وبرأس قتيبة إلى سُلَيْمَان، فوقع ذلك من سُلَيْمَان كل موقع، فجعل يزيد بن المهلب لعبد الله بن الأهتم مائة ألف على أن ينقر وكيعا عنده، فقال: أصلح الله أمير المؤمنين! والله ما أحد

الصفحة 526