كتاب تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (اسم الجزء: 6)

خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة، ثم ألقى رمحه، ثم دخل بيته فأخذ سيفه، ثم خرج علينا وهو يقول:
نبهتمُ ليث عرين ... جهما محياه يدق الكاهلا
لم ير يوما عن عدو ناكلا ... إلا كذا مقاتلا أو قاتلا
يبرحهم ضربا ويروي العاملا.
قال أبو مخنف، عن يونس بن أبي إسحاق: ولما خرج المختار من جبانة السبيع، وأقبل إلى القصر، أخذ سراقة بن مرداس يناديه بأعلى صوته:
امنن علي اليوم يا خير معد ... وخير من حل بشحر والجند
وخير من حيا ولبى وسجد.
فبعث به المختار إلى السجن، فحبسه ليلة، ثم أرسل إليه من الغد فأخرجه، فدعا سراقة، فأقبل إلى المختار وهو يقول:
ألا أبلغ أبا إسحاق أنا ... نزونا نزوة كانت علينا
خرجنا لا نرى الضعفاء شيئا ... وكان خروجنا بطرا وحينا
نراهم في مصافهم قليلا ... هم مثل الدبى حين التقينا
برزنا إذ رأيناهم فلما ... رأينا القوم قد برزوا إلينا
لقينا منهمُ ضربا طلحفا ... وطعنا صائبا حتى انثنينا
نصرت على عدوك كل يوم ... بكل كتيبة تنعى حسينا
كنصر مُحَمَّد في يوم بدر ... ويوم الشعب إذ لاقى حنينا
فأسجح إذ ملكت فلو ملكنا ... لجرنا في الحكومة واعتدينا
تقبل توبة مني فإني ... سأشكر إن جعلت النقد دينا

الصفحة 54