كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (اسم الجزء: 1)

272 - وعن محمَّد بن الفضل عن أبيه عن طاوس عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تقرأ الحائض ولا النفساء شيئاً من القرآن".
رواه الدَارَقُطْنِيُ أيضاً (1)، ومحمَّد بن الفضل: كذَّبه يحيى بن معينٍ (2)، وقال أحمد: ليس بشيءٍ، حديثه حديث أهل الكذب (3). وقال النَسائيُ: متروك الحديث (4).
وأبوه ضعَّفه الفلاَّس (5) وابن عَديٍّ (6).

273 - وعن عامر بن السِّمط ثنا أبو الغريف الهمدانيُ قال: كنا مع عليٍّ عليه السَلام (7) في الرَحبة، فخرج إلى أقصى الرَّحبة، فوالله ما أدرى أبولاً أحدث أم غائطاً؟ ثمَّ جاء فدعا بكوزٍ من ماءٍ، فغسل كفَّيه ثمَّ قبضهما إليه، ثم قرأ صدراً من القرآن، ثمَّ قال: اقرؤوا القرآن ما لم يصب أحدكم
__________
= وقد أخرج نحوه ابن المنذر في "الأوسط": (1/ 97 - رقم: ث 621) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر.
إذا تبين هذا فهناك احتمال آخر لما وقع في النسخة (ب) وهو أن الحافظ ابن عبد الهادي ذهب في بادئ الأمر إلى أن يحيى هو ابن أبي أنيسة، ثم تبين له خلاف ذلك، فضرب على الكلام في ابن أبي أنيسة، وفاته أن يضرب على تصريحه بنسبته في حكايته للإسناد، ولذا حذف ناسخ الأصل هذه الجملة، والله تعالى أعلم.
__________
(1) "سنن الدارقطني": (1/ 87).
(2) "من كلام ابن معين في الرجال " برواية ابن طهمان: (ص: 106 - رقم: 334).
(3) "العلل" برواية عبد الله: (2/ 549 - رقم: 3601).
(4) "الضعفاء والمتروكون": (ص: 210 - رقم: 542).
(5) "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (7/ 64 - رقم: 366).
(6) "الكامل": (6/ 14 - رقم: 1560)، وليس فيه كلام واضح في تضعيفه، وقد قال الذهبي في "الميزان": (3/ 354 - رقم: 6738) مثل قول ابن عبد الهادي: (ضعفه الفلاس وابن عدي)، فقد يكون المراد أنه ذكره في كتابه في الضعفاء، والله أعلم.
(7) كذا بالأصل و (ب)، وتخصيص أحد من الصحابة- رضي الله عنهم- بالتسليم لم يكن من هدي السلف، بل فيه مشابهة لأهل البدع، والله أعلم.

الصفحة 243