وقد ذكر محمَّد بن سعد أن العلماء ضعَّفوا مكحولاً (1).
وأمَّا الثَامن: فقال البخاريَّ: إنَما روى عقبة عن ابن ثوبان هذا الحديث مرسلاً عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: وقال بعضهم: عن جابر، ولا يصحُ (2).
وأمَّا التَاسع: ففيه إسحاق الفرويُّ (3)، وقد سبق جرحه (4).
والجواب:
أمَا الحديث الأوَل: فقد حكم بصحته الترمذيَّ (5)، وإسناده صحيحٌ، ومن الممكن أن يقال: إن عروة حين سمعه عن بُسرة لم يكن سمعه منها، ثمَّ سمعه منها، يدلُ على هذا: أنَّ الدَارَقُطْنِيُ روى في "كتابه" عن عروة، قال بعد أن حدَثه مروان: فسألت بُسرة بعد ذلك فصدَّقته (6).
وأمَّا ابن إسحاق: فقد وثَقه يحيى (7)، وقال شعبة: هو
__________
(1) "الطبقات الكبرى": (7/ 454) وفيه: (وقال غيره من أهل العلم- كذا-: كان مكحول من أهل كابل، وكانت فيه لكنة، وكان يقول بالقدر، وكان ضعيفاً في حديثه وروايته) ا. هـ ولم يتبين لنا على من يعود الضمير في قوله (غيره من أهل العلم).
(2) "التاريخ الكبير": (6/ 435 - 436 - رقم: 2903).
(3) في (ب): (الهروي) خطأ.
(4) (ص: 264).
(5) "الجامع": (1/ 125 - رقم: 82).
(6) "سنن الدارقطني": (1/ 146).
(7) "التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 77 - رقم: 181) فيه: (ثقة).
وجاء في "التاريخ" برواية الدوري: (3/ 225 - رقم: 1047): (محمد بن إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة) ا. هـ ويبين مراد ابن معين ما نقله عنه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه": (1/ 460 - رقم: 1172) قال: (قلت ليحيى بن معين وذكرت له الحجة، فقلت له: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز) ا. هـ
وفي موضع آخر: (1/ 462 - رقم: 1180): (فقلت ليحيى بن معين: فلو قال رجل: إن محمد بن إسحاق كان حجة، كان مصيباً؟ قال: لا، ولكنه كان ثقة) ا. هـ