وأمَّا حديثه عن ابن أبي مليكة عن عائشة الذي يرويه إسماعيل بن عيَّاش: فقال أبو حاتم الرَازيَّ: ليس بشيء، وإنَّما يرويه ابن أبي مليكة عن النَبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1).
قلنا: قد قال يحيى بن معين: إسماعيل بن عيَّاش ثقة (2). والزيادة من الثِّقة مقبولةٌ، والمرسل عندنا حجَةٌ.
ز: الصَحيح أنَ هذا الحديث مرسل، قال الدَّارَقُطْنيُ: قال لنا أبو بكر - يعني: النَّيسابوريَّ-: سمعتُ محمَّد بنَ يحيى يقول: هذا هو الصَحيح عن ابن جريج مرسل، فأمَّا حديث ابن أبي مليكة عن عائشة الذي يرويه إسماعيل بن عيَّاش فليس بشيءٍ (3).
315 - وقد رواه ابن ماجه: عن محمد بن يحيى عن الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عيَّاش عن ابن جريجٍ عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعاً، ولفظه: "من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ، ثمَّ ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلَّم" (4).
__________
(1) كذا وقع في جميع النسخ نسبة هذا الكلام لأبي حاتم، ولم نقف عليه من كلامه، وله كلام آخر ذكره ابنه في "العلل" وسيورده المنقح بنصه.
ونخشى أن قوله: (فقال أبو حاتم الرازي) مقحمة، لأن هذا الكلام بحروفه في "سنن الدارقطني": (1/ 155) و"سنن البيهقي": (1/ 143) بدون نسبته لأبي حاتم، وسيورد المنقح الكلام بنصه، فانظره وانظر التعليق عليه.
(2) "التاريخ" برواية الدوري: (4/ 412 - رقم: 5032)، وفي رواية ابن مرثد (ص: 39 - رقم: 31) قال: (ثقة في كل ما حدث به عن ثقات الشاميين، وهو في حديث العراقيين ضعيف) ا. هـ
(3) "سنن الدارقطني": (1/ 155).
قوله: (فأما حديث ابن أبي مليكة ... إلخ) يحتمل أن يكون من كلام الدارقطني ويحتمل أنه تتمة لكلام محمد بن يحيى، وهو الأقرب، والله أعلم.
(4) "سنن ابن ماجه": (1/ 385 - 386 - رقم: 1221).