كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (اسم الجزء: 2)

وفي طريقه الثَّاني: ابنُ إسحاق، وقد كذَّبه مالكٌ (1).
ثمَّ قد أجاب أصحابنا بثلاثة أجوبة:
أحدها: أنَّ جبريل إنَّما أمَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكَّة، والنَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل ما فعل بالمدينة، وإنَّما يؤخذ بالآخر من أمره.
والثَّاني: أنَّ أخبارنا أصحُّ، وأكثر رواةً.
والثَّالث: أنَّ فعله للمغرب في وقت واحدٍ لا يدلُّ على أنَّه لا وقت لها غيره، ألا ترى أنَّه صلَّى به العصر قبل اصفرار الشَّمس، ولم يدلَّ ذلك على أنَّه لا وقت لها غيره.
وأمَّا أمره بالمبادرة إلى المغرب، فلأجل الفضيلة.
ز: حديث أبي هريرة: رواه النَّسائيُّ (2)، وفي إسناده: محمد بن عمرو، وليس بالقويِّ.
ورواه الحاكم وقال: على شرط مسلمٍ (3).
وحديث مَرْثد بن عبد الله: رواه أبو داود (4) وأبو بكر بن خزيمة (5)
والحاكم أيضًا وقال: على شرط مسلمٍ (6).
__________
(1) "الكامل" لابن عدي: (6/ 103 - رقم: 1623).
(2) "سنن النسائي": (1/ 249 - 250 - رقم: 502).
(3) "المستدرك": (1/ 194).
(4) "سنن أبي داود": (1/ 349 - رقم: 421).
(5) "صحيح ابن خزيمة": (1/ 174 - رقم: 339).
(6) "المستدرك": (1/ 190 - 191).

الصفحة 20