كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (اسم الجزء: 2)

ثنا باب (1) بن عمير قال: حدَّثني رجلٌ من أهل المدينة أنَّ أباه أخبره عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا تتبع الجنازة بصوتٍ، ولا يمشى بين يديها " (2).
والجواب:
أمَّا حديث كعب: ففيه أبو معشر، وقد ضعَّفه يحيى (3). وقال النَّسائيُّ: ليس إسناده بشيءٍ (4).
وأمَّا حديث ابن مسعود: ففيه يحيى الجابر، قال يحيى بن معين: ليس بشيءٍ (5). وقال ابن حِبَّان: يروي المناكير، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ (6).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وأبو ماجد مجهولٌ (7).
وأمَّا حديث المغيرة: فقد صحَّحه التِّرمذيُّ، وغايته الجواز لا المسنون، على أنَّه قد روي بلفظٍ آخر يقوِّي ما نقول:
__________
(1) في "التحقيق": (ثابت) خطأ.
(2) "المسند": (2/ 531 - 532)، وانظر: (2/ 528).
(3) "التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 221، 246 - رقمي: 829، 958).
(4) لم نقف عليها من كلام النسائي، ولكن جاء نحوها عن ابن معين، ففي "الضعفاء" للعقيلي: (4/ 308 - رقم: 1909) من رواية معاوية بن صالح عن يحيى أنه قال: (نجيح مولى بني هاشم ضعيف، إسناده ليس بشيء، يكتب من حديثه الرقائق) ا. هـ
فنخشى أن خطأ أو سبق قلم وقع في النسخة، والله أعلم.
(5) "سؤالات ابن الجنيد": (ص: 480 - رقم: 845) وفيه: (ليس حديثه بشيء)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (9/ 161 - رقم: 667) من رواية ابن أبي خيثمة، وفيه: (لا شيء. وقال مرة: ضعيف).
وفي هامش الأصل: (حـ: لا شيء. وقال مرة: ضعيف) ا. هـ
(6) "المجروحون": (3/ 123).
(7) سيأتي في كلام المنقح.

الصفحة 646