كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (اسم الجزء: 3)

وأمَّا مَنْدل: فقال يحيى بن معين: ليس به بأسٌ (1). وقال ابن حِبَّان: هو عابدٌ ورعٌ (2).
ثُمَّ لو صحَّ أنَّه موقوفٌ على عمر، فإنَّ عمر لا يقول مثل هذا برأيه.
وأمَّا العرزميُّ: فقد روى عنه سفيان وشعبة وشريك، وقال ابن حِبَّان: كان صدوقًا، إلا أنَّ كتبه ذهبت، فكأن يحدِّث من حفظه فيهم (3).
وأمَّا حديث عمرو بن شعيب: فإنَّهم لا يختلفون في توثيق عمرو (4)، قال ابن راهويه: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، كأيُّوب عن نافع عن ابن عمر (5). وقال البخاريّ: رأيت أحمد بن حنبل وعليَّ بن عبد الله وابن راهويه والحميديَّ يحتجُّون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه، فمن النَّاس بعدهم؟! (6).
وأمَّا قول ابن حِبَّان: (لم يصحَّ سماع شعيب من جدِّه عبد الله)، فقال الدَّارَقُطْنِيُّ: هو خطأٌ، وقد روى عبيد الله بن عمر العمريُّ- وهو من الأئمة العدول- عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: كنت جالسًا عند عبد الله بن
__________
(1) "التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 92 - رقم: 244).
(2) انظر: "المجروحون": (3/ 25).
(3) "المجروحون": (2/ 246).
(4) في هامش الأصل: (حـ: بلى قد اختلفوا فيه) ا. هـ
(5) "الكامل" لابن عدي: (5/ 114 - رقم: 1281).
(6) "التاريخ الكبير": (6/ 342 - 343 - رقم: 2578) دون قوله: (فمن الناس بعدهم).
وانظر: "تهذيب الكمال" للمزي: (22/ 69 - رقم: 4385)؛ و" سير النبلاء " للذهبي: (5/ 167 - رقم: 61)؛ و" طبقات الحنابلة " لابن أبي يعلى: (1/ 272 - 273 - رقم: 387).
(فائدة) قال العلامة ابن القيم في " إعلام الموقعين ": (1/ 99): (وقد احتج الأئمة الأربعة والفقهاء بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولا يعرف في أئمة الفتوى إلا من احتاج إليها واحتج بها، وإنما طعن فيها من لم يتحمل أعباء الفقه والفتوى كأبي حاتم البستي وابن حزم وغيرهما). أ. هـ

الصفحة 29