كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (اسم الجزء: 3)

أقوام، وذلك أنَّ النَّاس إنَّما كانوا يأتون أرسالاً، فسمعوه حين استقلَّت به ناقته يهلُّ، فقالوا: إنَّما أهلَّ حين استقلَّت به ناقته؛ ثُمَّ مضى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلمَّا علا على شرف البيداء أهلَّ-، وأدرك ذلك منه أقوام، فقالوا: إنَّما أهلَّ حين علا شرف البيداء؛ وأيم الله لقد أوجب في مصلاه، وأهلَّ حين استقلَّت به ناقته، وأهلَّ حين علا على شرف البيداء (1).
ز: رواه أبو داود عن محمَّد بن منصور الطُّوسيِّ عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد به (2).
وخُصيف هو: ابن عبد الرَّحمن الجزريُّ، وقد ضعَّفه أحمد (3) وغيره، ووثَّقه أبو زرعة (4) وغره، وقال النَّسائيُّ: ليس بالقويِّ (5). وقال ابن عَدِيٍّ: وإذا حدَّث عن خُصيف ثقةٌ فلا بأس به وبرواياته (6) O.
احتجُّوا بحديثين:

2070 - الحديث الأوَّل: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا محمَّد بن مخلد ثنا محمَّد ابن إسحاق الصَّاغانيُّ ثنا أحمد بن أبي الطَّيِّب قال: قرئ على أبي بكر بن عيَّاش فأقرَّ به عن يعقوب بن عطاء عن أبيه عن ابن عبَّاس قال: اغتسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لبس ثيابه، فلمَّا أتى ذا الحليفة صلَّى ركعتن، ثُمَّ قعد على بعيره، فلمَّا استوى به على البيداء أحرم بالحجِّ (7).
__________
(1) "المسند": (1/ 260).
(2) "سنن أبي داود": (2/ 428 - رقم: 1767).
(3) "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 403 - رقم: 1848) من رواية أبي طالب.
(4) "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 404 - رقم: 1848).
(5) "الضعفاء والمتروكون": (ص: 93 - رقم: 177).
(6) "الكامل" لابن عدي: (3/ 72 - رقم: 619).
(7) "سنن الدارقطني": (2/ 220).

الصفحة 417