كتاب إشراقات الأصول في علم حديث الرسول - مجلة التراث النبوي

فرع: العمل بالوجادة، قيل لا يجوز، وقيل يجوز.

النوع الثالث:
في كتابة الحديث (¬١).
وقد كتبت شيئاً عنه في أول الكتاب.
وبقي فصول:
الأول:
الكلام في التصحيح والتمريض والتضبيب وهي من شأن [المتقنين] (¬٢).
فالتصحيح: كتابة "صح" على كلامٍ صحّ روايةً ومعنًى؛ لكنه عُرضة للشك أو الخلاف.
والتضبيب: وقد يسمى التمريض أيضاً، وهو: أن يمد خطاً أوله كرأس الضاد علي ثابت نقلا، فاسد لفظاً أو معنى، أو ضعيف أو ناقص.
ومن الناقص موضع الإرسال أو الانقطاع، وربما اقتصر بعضهم في علامة التصحيح على (٢١/ب) الصاد فأشبهت الضبَّة.
الثاني:
غلب على كتبة الحديث الاقتصار على الرمز في حدثنا وأخبرنا، وشاع بحيث لا يخفى، فيكتبون من حدثنا: أثنا، أو نا، أو دنا.
ومن أخبرنا: أبنا، أو أنا، أو رنا.
وإذا كان للحديث إسنادان أو أكثر كتبوا عند الانتقال من إسناد إلى إسناد آخر "ح".
قالوا: ولم يأتنا عمن تقدم بيان أمرها، لكن كتب بعض الحفاظ موضعاً "صحَّ"، فأشعر بأنها رمزه، وقيل: هي من التحويل من إسناد إلى إسناد، وقيل: هي من الحيلولة لأنها تحوَّل بين الإسنادين، وليست من الحديث فلا يتلفَّظ شيئ في مكانها، وقيل: هي إشارة إلى قولنا الحديث.
---------------
(¬١) - من "الخلاصة في معرفة الحديث" لشرف الدين الطيبي (صـ ١٧٦)
(¬٢) - في (ب): "المتفننين"

الصفحة 274