كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 3)

عن أبيه قال: مَا كُنَّا نَكْتُبُ إِلاَّ السُنَّةَ، وَكَان ابنُ شِهابِ يَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ عَلِمْنَا أَنَّهُ كَانَ أَوْعَانَا (¬1) .
1199 - وأنشدنا (¬2) الرِّيَاشِي:
أَزُورُكُمْ لاَ أَكَافِيكُمْ بِجَفْوَتِكُمْ

إِنَّ الْمُحِبَّ إِذَا لَمْ يُسْتَزَرْ زَارَا
يُقَرِّبُ الشَّوقُ دارًا وَهِي نَازِحَةٌ

مَنْ عَالَجَ الشَّوْقَ لمَ ْيَسْتَبْعِدِ الدَّارَا (¬3)
1200 - قال (¬4) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا سعيد بن عامر، عن المثنى بن سعيد قال: أمر الحجاج (¬5) يَزِيدُ الرِّشْك (¬6) أنْ يَذْرَعَ البَصْرَةَ، فَوَجَدَهَا
¬_________
(¬1) رجاله ثقات.
أخرجه المزي في تهذيب الكمال 26/433، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/332.
(¬2) القائل هو أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(¬3) البيتان موجودان في ديوان العباس بن الأحنف ص 148، ونصّه:
نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم إن المحبَّ إذا لم يُستزر زارا
يستقرِبُ الدارَ شوقاً وهي نازحةٌ من عالج الشَّوقَ لم يستبعد الدارا
والبيت الأول ورد نحوه في رواية رقم (102) .
(¬4) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني) .
(¬5) الحجاج: بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي، ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وكذا ابن أبي حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال الحاكم: أهلٌ ألا يروى عنه. وقال الذهبي: كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء. وقال ابن حجر: ولولا ما ارتكبه من العظائم والفتك والشر لمشى حاله. التاريخ الكبير: 2/373، الجرح والتعديل: 3/168، سير أعلام النبلاء: 4/343، تهذيب التهذيب: 2/184، لسان الميزان: 2/180، التقريب: 1/153.
(¬6) يزيد الرَّشك: يزيد بن أبي يزيد الرِّشك بكسر وتشديد الراء وسكون الشين المعجمة، بالفارسية أي كبير اللحية، وبذلك لقب لكبر لحيته. ويقال القسام، يقسم الدور، أبو الأزهر الضبعي، ثقة وهم من ليّنه، مات سنة ثلاثين ومائة، التقريب: 1/606.

الصفحة 1256