كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 4)

وسمعتُ مِنهُ قالَ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَقَبَةِ حُلْوَان فأنشأ يقول:
حَتىَّ مَتَى أنا فِي حَطٍّ وَترْحَالِ

وَطُولِ سُقْمٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ
عَن اْلأَحِبَّةِ لاَ يَدْرُونَ مَا حَالِي ... ونَازِحِ الدَّارِ لاَ أَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا
لاَ يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَىبَالِي ... بِمَشْرِقِ اْلأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا
وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ
إِنَّ الْقنُوعَ الغِنَى لاَ كَثْرَةُ الْمَالِ (¬1)

1259- قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل قِرَاءَةً، حدَّثَنِي أحمد بن موسى بن محمد
ابن سليمان بن حمكان، عن الهَيْثَم بن عدي قال: ((لَمَّا خَرَجَ هارونُ الرَّشِيدُ في طَلَبِ سَيَّارٍ ابنِ رِافِع أَبَثَّ عَسَاكِرَهُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِ، فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِ دَعَا بِنِطْعِ، وَأَمَرَ بِجَزَّارٍ فَأَحْضَرَهُ، وقال: اقْطَعْهُ عُضْوًا عُضْوًا، وَبَضِّعْهُ بَضْعَةً بَضْعَةً (¬2) ، فَما زَالَ الْجَزَّارُ يُبَضِّعُهُ، وَكاَنَ هَارُونُ عَلِيلاً فَيُغْشَى عَلَيْهِ، [ل266/ب] فَإِذَا فَتَحَ عَيْنَيهِ نَظَرَ إِلَى الْفَضْلِ بنِ الرَّبِيع (¬3) وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا فَضْل:
¬_________
(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ويحيى بن أكثم صدوق رمي بسرقة الحديث.
ذكر كمال الدين عمر بن أبي جرادة هذه الأبيات في بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1799، عن أبي العتاهية.
(¬2) في هامش الخطية كلمة (بضعة) الثالثة، وفوقها (صح) .
(¬3) الفضل بن الربيع: بن يونس بن محمد بن أبي فرة أبو العباس، كان حاجب هارون الرشيد، ومحمد الأمين، وكان في صحبة الرشيد إلى أن مات بطوسي، وقد أسند الحديث عن المنصور والمهدي أمير المؤمنين. تاريخ بغداد: 12/343.

الصفحة 1307