كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 1)

11 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا محمد بن هارون بن المُجَدَّر (¬1) ، حدثنا الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس (¬2) قال: سمعت ابن المبارك يقول:
«الجهمية (¬3) كُفَّار» (¬4) .
¬_________
(¬1) هو محمد بن هارون بن حميد أبو بكر البيع، المعروف بابن المجدَّر البغدادي. والمجدَّر: بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة المهملة، وفي آخرها الراء، هذه اللفظة إنما تقال لمن به الجدري، فذهب وبقي الأثر.
وثقه الخطيب، وقيل: كان فيه انحراف بين عن الإمام علي، ينقم أموراً، قال الذهبي: "صدوق مشهور لكن فيه نصب وانحراف"، مات في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (3/357) ، والأنساب (5/201) ، والعبر (2/154) ، والميزان (4/57) ، والمغني في الضعفاء (2/272/ت6056) ، واللسان (5/410-411) .
(¬2) ماسرجس: بفتح المهملة، وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة. التقريب (163/ت1275) .
(¬3) الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان، وهو من الجبرية الخالصة. ظهرت بدعته بترمذ وقتله مسلم بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك بني أمية، وافقته المعتزلة في نفي الصفات الأزلية وزاد عليهم. والجهم تلميذ الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري سنة أربع وعشرين ومائة على الزندقة والإلحاد، وهو أول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته. انظر: الشريعة للآجري (3/1122/694) ، والملل والنحل للشهرستاني (ص36) .
(¬4) إسناده صحيح، أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1/109/رقم 15) عن الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك به.
وروى أبو بكر الآجري في "الشريعة" (1/500/164) من طريق أحمد بن يونس قال: سمعت عبد الله
ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: "من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم".
وأخرج نحوه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2/255/427) من طريق الحسين بن شبيب قال: سمعت ابن المبارك وقرأ ثلاثين آية من طه ... فذكره.
قلت: وقد وردت نصوص كثيرة عن أئمة السلف تدل على كفر من قال بخلق القرآن منهم:
هارون الفروي، وأبو بكر بن عياش، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، والشافعي، وأحمد وغيرهم.

الصفحة 23