كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 1)

عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ، فَأَمَرَ عمرُ رَجُلا يُنادِيْهم؛ مِنْ أَيْنَ القومُ؟ فأجابَهُ عبدُاللهِ: أَقْبَلْنا مِنَ الفَجِّ العميقِ، فَقَالَ: أينَ تُريدون؟ فقال عبدُاللهِ: البيتَ العتيقَ، فَقَالَ عمرُ: إِنَّ فِيهِمْ لَعالِماً، فَأَمَرَ رَجُلا يُنادِيْهم: أيُّ القرآنِ أعظَمُ؟ فأجابَهُ عبدُاللهِ: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوْمُ} (¬1) حتَّى ختمَ الآيةَ، قالَ: نادِهِمْ: أيُّ القرآنِ أحكَمُ؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} (¬2) فقالَ عُمرُ: نادِهِمْ: أَيُّ القرآنِ أَجْمَعُ؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬3) فقالَ عُمرُ: نادِهِمْ: أَيُّ الْقُرْآنِ أحزَنُ؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوْءًا يُجْزَ بِهِ} (¬4) الآيةَ، فقالَ عُمرُ: نادِهِمْ: أَيُّ القرآنِ أرجَى؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوْا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} (¬5) الآيَةَ، فَقَالَ عمرُ: نادِهِمْ: أَفِيْكُمْ عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ؟ فقالُوْا: اللَّهُمَّ نَعَمْ)) (¬6)
¬_________
(¬1) جزء من الآية (255) من سورة البقرة.
(¬2) جزء من الآية (90) من سورة النحل.
(¬3) سورة الزلزلة الآيَةَ (7-8) .
(¬4) جزء من الآية (123) من سورة النساء.
(¬5) جزء من الآية (53) من سورة الزمر.
(¬6) إسناده ضعيف جدًّا، فيه:
- مجالد بن سعيد ليس بالقوي.
- الهيثم بن عدي، فإنه متروك، واتهمه بعضهم.
- والعكلي وابن أبي خالد لم أعرفهما.
أورده ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (1/400-401) عن الشعبي به، وفيه "أخوف" بدل "أحزن".

وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (2/290) عن ابن جريج، عن عطاء عن عبيد بن عمير نحوه، وليس فيه ذكر عبد الله ابن مسعود، ولا مناداة عمر له ببعض الآيات.

الصفحة 247