كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 2)

لا، فأنشأ يقُولُ:

مَنْ لم يُدَسِّمْ بالثَّريْدِ (¬1) فُؤادَنَا

بعدَ الخَبِيصِ فَلاَ هَنَّأَهُ الفارِسُ
وأتاه عشْرٌ مِنْ بَنَاتٍ كُلُّها

سُودُ الوُجوهِ كأَنَّهُنَّ خَنَافِسُ

قال: فأُطْعِمَ شَبْعَه مِنْ ثريدٍ فأنشأ يقُولُ:

باركَ اللهُ في الغُلامِ الجَديدِ

وأَقَرَّ العُيُونَ بِالمولودِ
ثم لا زَال في سرورٍ عتيدِ ... جعلَ اللهُ عُمرَه ألفَ عامٍ
ذلك مِنَّا جزاؤُه إذ أكلْنا

لُقمَاتِ الخبيصِ قبلَ الثَّريدِ (¬2)
184 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن محمد بن عمر بن خُشَيش (¬3) ، أنشدني
أبو علي الحسن بن مهدي (¬4) الرَّقِّيّ، أنشدنا هلال بن العلاء (¬5) لنفسه: [ل/40ب]
لما عَفَوْتُ ولَمْ أَحْقِدْ عَلَى أحدٍ

أَرَحْتُ نَفْسِيْ مِنْ هَمِّ العَدَاوَاتِ
لأدفَعَ الشرَّ عَنّي بالتَّحِيّاتِ ... إنِّيْ أُحَيِّيْ عَدُوِّيْ عندَ رُؤْيَتِهِ
كأَنَّمَا قد مَلاَ قَلِْبْي تحيّاتِ ... وأُظْهِرُ البِشْرَ للإنسانِ أُبْغِضُهُ 000 كأنما قد ملا قلبي تحيات
¬_________
(¬1) الثريد: ما يُفَتّ من الخبز، ويُبَلّ بمرق. المعجم الوسيط (1/95) .
(¬2) في إسناده أحمد بن العباس العسكري، لم أقف له على ترجمة، والأثرلم أقف عليه.
(¬3) أبو أحمد، قال العتيقي: "كان هذا شيخًا مجهّزًا كثير الأسفار، ثقة ثقة". تاريخ بغداد (3/228) .
(¬4) ابن عبدة الكيساني المروزي، قدم بغداد حاجًّا سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، قال الدارقطني: "مجهول".
تاريخ بغداد (7/434) ، واللسان (2/258) .
(¬5) أبو عمر الباهلي.

الصفحة 262