كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 2)

ولَسْتُ أَسْلَمُ ممن ليس يَعْرِفُنِيْ

وكيفَ أَسْلَمُ من أهلِ العَدَاواتِ (¬1)
185 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا محمد بن خلف (¬2) ، أنشدنا عبد الله بن شَبِيب لبعضهم:
وما زالَ يَشْكُو الحُبَّ حتى سمِعْتُهُ

تَنَفَّسَ في أحشائِهِ وتكلَّمَا
ويَبكِيْ فَأَبكِيْ رحمة لِبُكَائِهِ

إذا مَا بَكَى دَمْعاً بَكَيْتُ له دَماً (¬3)
186 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ محمد بن القاسم الأَدَميّ، حدثنا عبد الله
ابن إسحاق المَدَائِنيّ، حدثنا العباس بن محمد (¬4) قال: سألت أحمد بن حنبل رحمه الله عن الشافعي فقال: ((قَدْ سألْنَاه واختَلَفْنَا إليه فَمَا رأَيْنا إلاَّ خيراً)) (¬5) .
¬_________
(¬1) أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص169) عن محمد بن عثمان العقبي قال: سمعت هلال بن العلاء الباهلي
يقول: "جعلت على نفسي منذ أكثر من عشرين سنة أن لا أكافئ أحدًا بسوء، وذهبت إلى هذه الأبيات فذكر الأبيات الثلاثة دون الرابعة.
وفيه: "غم" بدل "هم"، و"حشى" بدل "ملأ"، و"محبّات" بدل "تحيات".
والأبيات في "ديوان الشافعي" (ص82) ، وجاء "كما إن قد حشا قلبي محباتي"، بدل "كأنما قد ملا قلبي تحيات".
(¬2) ابن المرزبان.
(¬3) البيتان لم أقف عليهما.
(¬4) هو الدوري.
(¬5) إسناده صحيح.
أخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/259) من طريق أبي غالب علي بن أحمد بن النشر الأزدي عن الإمام أحمد أنه سئل عن محمد بن إدريس الشافعي، قال أحمد: "لقد من الله علينا به، لقد كنا تعلمنا كلام القوم، وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا الشافعي، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه إلا كلّ خير ـ رحمه الله ـ قال أبو غالب: فقال له رجل: يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع، فقال أحمد: "ما أرى ما يقولان، والله، ما رأينا منه إلا خيرًا، ولا سمعنا إلا خيرًا، ثم قال أحمد لمن حوله: "اعلموا ـ رحمكم الله تعالى ـ أن الرجل من أهل العلم، إذا منحه الله شيئًا من العلم، وحُرِمَه قرناؤُه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم".

الصفحة 263