كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 2)

أبو خليفة الفضل ابن الحُبَاب الجُمَحيّ بالبصرة، حدثنا رفيع بن سلَمة (¬1) ، عن أبي عُبيدة (¬2) قال:
((كان المَهْديُّ (¬3) يُصلِّي بنا الصَّلواتِ في المسجد الجامع بالبصرةِ لمَاَّ قَدِمَها، فأُقِيمتِ الصلاةُ يوما فقال أعرابيٌّ: يا أميرَ المؤمنينَ، لستُ على طُهرٍ وقد رغب الله تبارك وتعالى في الصلاة [ل/41ب] خلفَكَ فَاأْمُرْ هؤلاءِ ينتظِرُونِيْ، فقال: انتظِرُوه رحِمَكُمُ اللهُ، ودخل إلى المحرابِ، فوَقَفَ إلى أن قِيْلَ له: قد جاءَ الرَّجُلُ، فكَبَّرَ، فعَجِبَ النّاسُ مِنْ سماحةِ أخلاقِهِ)) (¬4) .
193 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْبَاجيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الْعَبَّاسِ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الرِّياشيّ، حَدَّثَنِي
¬_________
(¬1) ابن مسلم بن رفيع العبدي، أبو غسّان، لقبه دماد، روى عن أبي عبيدة، وكان يورّق كتبه، وأخذ عنه الأنساب والأخبار والمآثر.
روى عنه أبو زرعة الجرجاني، ويموت بن المزرِّع، والمبرّد.
انظر أخبار مكة (3/27) ، وتصحيفات المحدّثين للعسكري (2/421) ، وتاريخ بغداد (14/359) ، وفهرست
ابن النديم (ص81) .
(¬2) هو معمر بن المثنى.
(¬3) هوالخليفة، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي، كان مولده بإيذج من أرض فارس، في سنة سبع وعشرين، وقيل سنة ست، وأمه أم موسى الحميرية.
كان جوادًا ممداحًا معطاءً، محبَّبًا إلى الرعية، قصّابًا في الزنادقة، باحثًا عنهم، تملك عشر سنين وشهرًا ونصفًا، وعاش ثلاثا وأربعين سنة، مات في المحرم سنة تسع وستين ومائة. سير أعلام النبلاء (7/400-403) .
(¬4) في إسناده سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الديباجي، وقد تقدم أنه متّهم، والأثر أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/400) عن القاضي أبي العلاء الواسطي عن الديباجي به.

الصفحة 267