كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 1)

قال: قال رسول الله ?:
«الدُّعَاءُ لا يُرَدّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ» (¬1) .
14 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد (¬2) الرَّزَّاز،
¬_________
(¬1) هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، تفرد به سلاّم بن أبي الصهباء، وهو منكر الحديث، وقد خالفه أبو إسحاق السبيعي، فرواه عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن أنس.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/226) ، وأحمد (3/155، 254) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ح67) ، وعنه ابن السني (ص41/ح102) ، وابن خزيمة (1/222/ح427) ، وابن حبان (4/593-594) من طرق عن إسرائيل، عنه به، وفيه زيادة: "فادعوا"، وعند ابن حبان: ((الدعاء بين الأذان والإقامة يستجاب، فادعوا)) ، وقد تابع أبا إسحاق، ابنُه يونس، أخرج حديثه أحمد (3/225) ، وابن خزيمة (1/222/ح426-427) . وإسناده صحيح.
- وقد روي الحديث من وجه آخر عن أنس، من طريق زيد العمي، عن أبي إياس، إلا أن هذا الطريق معلة كما قال الترمذي عنه. أخرجه عبد الرزاق (1/495/ح1909) - وعنه أحمد (3/119) ، وابن أبي شيبة
(10/225) -، وأبو داود (1/358-359/ح521) كتاب الصلاة، باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، والترمذي (1/415-416/ح212) أبواب الصلاة، باب ما جاء في أن الدُّعَاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ والإقامة، وفي (5/538/ح3595) كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية، وابن ماجه (5/538/ح3594) كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، من طرق عن سفيان الثوري، عنه به.
وعند ابن ماجه زيادة: ((قال: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة)) .
قال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد زاد يحيى بن اليمان في هذا الحرف، قالوا: ... فذكر مثل الزيادة التي عند ابن ماجه"، وقال في الموضع الآخر: "وهكذا روى أبو إسحاق الهمداني هذا الحديث عَنْ بُرَيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الكوفي، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم نحو هذا، وهذا أصح".

قلت: وزيد العمي هو ابن الحَوَاري العمي البصري، قاضي هراة، هو مولى زياد بن أبيه، مختلف فيه، وثقه بعضهم، وضعفه بعضهم جدًّا، والأقرب أن يقال: صدوق سيئ الحفظ؛ فيحتمل أن تكون علة هذا الطريق من قبله.
انظر تهذيب الكمال (10/56-60) ، والتهذيب (3/351-352) .
والحاصل أن الحديث لم يثبت من طريق ثابت عن أنس، ولا من طريق أبي إياس عنه، وإنما صحّ من طريق بُرَيد ابن أبي مريم عنه، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(¬2) ابن العباس بن دينار الكندي، كان مولده سنة ثمانين ومائتين، وسمع الحديث سنة تسعين ومائتين.
قال العتيقي: "كان ثقة أميناً، مستوراً، له أصول حِسان"، مات سنة اثنتين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد (12/85-86) .

الصفحة 27