كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 2)

الأَذَني الصوفي بالثغر (¬1) قال: سمعت
أبا جعفر الترمذي (¬2)
يقول: ((رأيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فقلتُ: يا رسولَ الله، إني تَفَقَّهتُ على مذاهبِ أهلِ العِراق ثلاثين سنة، ثم عَزُب عن ذلك رأيِيْ فتفقَّهتُ على مذهبِ أهلِ المدينة ثلاثين سنة، فما تأمُرُني؟ قال: عليكَ بمذهب محمد بن إدريسَ الشَّافِعيِِّ؛ فإنَّه نَفَى الشُّبَه عنِّي)) (¬3) .
¬_________
(¬1) الثغر: بالفتح ثم السكون وراء، كل موضع قريب من أرض العدو، كأنه مأخوذ من الثغرة، وهي الفرجة في الحائط، وهو في مواضع كثيرة، والمراد به هنا ثغر الشام.
انظر معجم البلدان (2/79) .
(¬2) هو محمد بن أحمد بن نصر، الفقيه الشافعي، الإمام العلاّمة، شيخ الشافعية بالعراق في وقته، ثقة مأمون.
مات سنة خمس وتسعين ومائتين وقيل: إنه اختلط بأخرة، وكان مولده سنة إحدى ومائتين.

تاريخ بغداد (1/365-366) ، وطبقات الشيرازي (ص105) ، وسير أعلام النبلاء (13/545-547) .
(¬3) في إسناده أبو الحسين الأذني الصوفي، لم أقف له على ترجمة، ولكنه متابع كما أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"
(1/365) من طريق أبي جعفر محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي جعفر الترمذي أنه قال: "كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة، وسمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة إذ غفوت غفوة، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ في المنام، فقلت: يا رسول الله، أكتب رأي أبي حنيفة؟ قال: لا، قلت له: أكتب رأي مالك؟ قال: ما وافق حديثي، قلت له، أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي، وقال: ليس هذا بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي، فخرجت على إثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي".

الصفحة 273