كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 2)
وقلتُ لِلسِّنَّوْرِ يَا مُؤَدِّبُ ... دُوْنَكَ صِبْيَانِيْ فَقِدْماً نَقَّبُوا
ماكَتَبُوا شيئا وَمَا إِنْ حَسَبُوا ... لَمَّا رَأَوْهُ غَضِبُوا وجَلَبُوْا
فَقَالَ: قُوْمُوا كَبِّرُوا وَانْقَلِبُوا
فَهَرَبُوا أجمعُهم مِنَ الفَرَق ... وليَسَ فيهمْ مَنْ قَرَأ وَلاَ حَذَق [ل/44ب]
فَلَسْتُ أدرِي غَابَ يوما فَسَرَق ... أَبَاعَه بائِعُه بَيْعَ الخَلَق
خِصَالُ بيتِي كلُّها حرامُ ... في الصَّيْف ما يَعْدِلُه الحِمامُ
وفي الشِّتاءِ بَرْدُه صِرامُ ... ورعدةٌ يَتْبَعُها بِرْسامُ
تَقَلَّص الخِصْيانُ منهُ والذَّكَرْ ... كأنَّه الغْرِبْانُ في يومِ المَطَرْ
كَأنَّه مِنْ بعضِ أكواخِ النَّبَطْ ... بَنَّاؤُه بَنَاهُ يوما فاشْتَرَطْ
أنْ يَجْعَلَ البيتَ على قَدْرِ السَّفَطْ
206 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو حفص بن شاهين، أنشدنا محمد بن نوح الجُنْدِيْسابُوريّ (¬1) قال: سمعت هلال بن العَلاء الرَّقّيّ (¬2) بالرَّقَّة ينشد هذه الأبيات:
أَجِدِ الثِّيابَ إذا اكْتَسيْتَ فإنها
زَيْنُ الرِّجالِ بها تُجَلُّ وتُكْرمُ
ودَعِ التَّواضعَ في الثيابِ تخشُّعًا 000فالله يعلَمُ ما تُسِرُّ وتَكتُمُ
¬_________
(¬1) أبو الحسن الفارسي، نزيل بغداد، الإمام الحافظ الثبت، وثقه ابن يونس والدارقطني جدًّا.
مات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
انظر سؤالات السهمي (ص76) ، وتاريخ بغداد (3/324) ، وسير أعلام النبلاء (15/34-35) ، وتذكرة الحفاظ (3/826-827) ، وطبقات الحفاظ (ص344) .
(¬2) هو أبو عمر الباهلي.
الصفحة 277